الجمعة، 22 نوفمبر 2013

      رسالة مخزنية إلى النائب السلطاني بطنجة محمد بن العربي الطريس تخبره بكثرة الشكاوي الأجنبية إلى المخزن لما تتعرض له سفنهم من نهب بالريف و يحدثه عن الاجراءات الواجب اتخاذها كترصد الريفيين و تعيين سفينة مغربية للحراسة الساحلية بين طنجة و مليلية .



        الحمد لله وحده و صلى الله على سيدنا و مولانا محمد و آله و سلم 

       خديمنا الأرضى الحاج محمد بن العربي الطريس أعانك الله و سلام عليك و رحمة الله و بعد فقد كثر التشكي على حضرتنا الشريفة من نواب الأجناس بما يقع من نهب مراكبهم بسواحل الريف و من جملة من نهب قريب عهد بابور للنجليز يسمى برخين ذي لوس أنخليس حسب ما أخبر به نائبهم و ذكر أن أهل مدشر إزمورن من قبيلة ن بقيوة هجموا عليه بقواربهم في الخامس عشر من شتنبر و أخذوا جميع ما به من السلعة و الآلة و حوائج ن الرايس و البحرية و أجبروهم إعانتهم على نقل ذالك لقواربهم و قد أجيب بوقوع ذالك منا موقعا و بأننا أمرنا بالبحث عن حقيقة ذالك و ترصد الفعال و أقاربهم بفاس و طنجة و تطوان و قبضهم و حيازة ما بأيديهم من الأمتعة سواء وردوا برا أو بحرا و اقتضى نظرنا الشريف زيادة على ذالك و اهتماما بهذا الأمر أن نجعل البابور الحسني إن كان لا زال ثمة أو التركي إن كان رجع من الطرفاية عسة في البحر ورداكوشطا يكون يطوف في الساحل بين طنجة و مليلية بقصد ترصد أهل الريف الذين يجدونهم في القوارب بالبحر و تفتيشهم و معرفة ما هم حاملون له فإن كانوا على غير استقامة أو بصدد نهب مراكب الأجناس أو معهم كنطربانض أو متوجهين لمراسي أجنبية فيجروا بهم القوارب بما فيها و يأتوا بهم إليك فالرجال يودعون بالسجن ثمة على يدك و يد العامل و القوارب و الأمتعة يحوزها أمناء المرسى و يتركونها تحت يدهم مصونة و أطلع علمنا الشريف بعددها تفصيلا لنأمرك بما يكون فيها بحول الله فنأمرك أن تجعل بالبابور الذي يعين لذلك مدفعين بإقامتهما من العمائر و أربعة من الطبجية و كبيرهم و خمسين من عسكر أهل طنجة المحروسة بعدتهم فقد أمرنا العامل بتنفيذهم لذالك ثم تكلم مع رئيس البابور المذكور ببيان القصد بما ذكر و أوصه بمزيد التيقظ و رد البال نعم من وجده من أهل القوارب المشار إليها واردا و بيده كتاب مفتوح من عامله ببيان تاريخ سفره و ما هو حامل له من السلعة و بيان المحل الذي يقصده إما طنجة أو تطوان فيخل سبيله في وروده و في رجوعه إن وجد عنده كتابا من عامل طنجة أو تطوان بمثل ما ذكر فيخل سبيله أيضا و أما إن وجده خاليا من المكاتيب المشار إليها فيقبض و يوتى به إليك بما معه من القوارب وما فيها لينفذ فيه أمرتا الشريف بما قرر لك أعلاه و قد أمرنا عمال أهل الريف بأن يكونوا يدفعون مكاتبهم بما ذكر لإخوانهم أصحاب القوارب المشار إليها كما أمرنا عاملي تطوان و طنجة بأن يكونوا يدفعون لهم مثلها أيضا عند رجوعهم لاكن لا يتم ضبط ذالك و حسم مادة هذا الفساد إلا بتفتيش مراكب الأجناس التي يصادفها البابور المذكور حالة دورانه في السواحل فإن وجد به شيء من الكطربانض كالعدة الرومية و شبهها فيجره بما فيه و يأتي به إليك لتجر عليه أحكام من يوجد بيدهم الكطربانض و إن كان خاليا منه فيخل سبيله و اكتب للنواب بذالك ليأذنوا في التفتيش على نحو ما ذكر و عرفهم بأن هذا كله لأجل ما يقع بمراكبهم و اهتماما بأمرها لتبقى محفوظة آمنة إن شاء الله فإن أصل كل علة من الكطربانض كما لا يخفى و السلام في 18 ربيع الثاني عام 1313 .

ليست هناك تعليقات: