رسالة من أحمد بن موسى إلى النائب الطريس حول وجود نائب القنصل الفرنسي علال العبدي بالريف في مهمة مشبوهة و يأمره بالمبادرة في الهجوم على بقيوة و إبادتهم بالقتل و الأسر و حرق المنازل و نهب أملاكهم .

        الحمد لله وحده و صلى الله على سيدنا محمد و آله و صحبه
       محبنا الأعز الأرضى النائب الأجل السيد الحاج محمد بن العربي الطريس أمنك الله و سلام عليك و رحمة الله عن خير مولانا نصره الله و بعد وصل كتابك مطويا على ما كتب به القائد الحسن الجرجوري من الإعلام بما يخوض فيه الآن فساد بقيوة مع من ذكرت على يد القنصل العبدي الوارد عليهم من تطوان و شرحت حاله فأنهينا ذلك لعلم مولانا أيده الله و صار بباله الشريف و قد تلخص من مضمون ما أخبر به القائد الجرجوري الآن و مما قدمت الإخبار به مرارا فيما يرجع لهذا الموضوع أن المغري على جميع ما صدر بتلك الناحية هو المتبرز لذلك الآن على يد هذا العبدي و أن روجان الصبنيول فيما كتب لك به لم يكن مستقل الرأي فيه بل كان فيه بحسب التبعية للغير باطنا للعلة التي لا تخفى و تعين حينئذ عدم التربص في شأن هؤلاء الفساد بقيوة و المبادرة لأخذهم قبل فوات الإبان فأمر سيدنا أيده الله بإصدار الكتب للحاج حم الوليشكي و لقائد الرحى ابن السناح الموجهين قبل و للقائد الحسن الجرجوري بالتحضيض على ألا يكلم أحد منهم هذا العبدي و لا يلاقيه و لو قدم عليهم بنفسه و ألا يتركوا أحدا ممن فيهم رائحة المخزن يتلاقى به أو يحوم حمى ناحيته بوجه و لا بحال و أن لا ينالوا به و لا بما يتحدث به عنه في هذا الموضع و أن يكونوا عينا و أذنا على ما يتجدد من خبره سرا و يطيروا الإعلام كتابة على يدك بكل ما يثبت لديهم من شؤونه و يوجهوا المكاتيب لك على يد رئيس البابور السعيد و أمينه المعين على يدك و أن يقوم المكلفان المذكوران على ساق الجد و الحزم في المبادرة إلى الزحف للفساد بجميع الفبائل المجاورين لهم و أن يفتكوا بهم بكل ما يوصلهم إلى الأخذ بمخانقهم و استيصالهم بالقتل و الأسر و تحريق الديار و الحصون و تهديمها حتى يكمل الظفر بهم و أن يثقلون جميع المساجين بالحديد و يدفعونهم مصفدين إلى رئيس البابور السعيد و أمينه و كذا ما يجدونه بساحل الفساد من القوارب و السلاسل و سائر الإقامة و آلة الخدمة و كتبهم على يدك بالإعلام بذلك مفصلا و قد جددت المكاتيب الشريفة للقبائل المجاورين للفساد باستنهاضهم مع المكلفين المذكورين لشد الوطأة على المخذولين حتى يتم استيفاء المراد فيهم على الوجه المذكور بحول الله و ها جميع المكاتيب الصادرة للمكلفين و المستنهضين تصلك طيه يأمرك سيدنا أيده الله أن تعجل ببعثها للمكلفين بحرا و يأمرك أيده الله أن تزيد للمكلف بالبابور المذكور تحريضا على التضييق بكل ما اتصل به في البحر من الفساد أو قواربهم و أن يجر كل ما يجده بساحلهم من القوارب و آلاتها واصلا لمرسى العرائش و تكتب للأمناء ببيانه و إيصائهم بصيانتها بالوادي إلى أن يكتب لك بوجه العمل فيها و أن يتوجه بكل من يحمله من مساجينهم واصلا لمرسى الصويرة و تكتب لعاملها بقبولهم و تعلم بالجميع و على المحبة و السلام في 17 شعبان عام 1315 .

أحمد بن موسى بن أحمد
لطف الله به