رسالة مخزنية إلى القائد أحمد بوشنافة بحدود مليلية بتاريخ 22 أكتوبر 1893 حول النزاع الذي وقع بين إسبان مليلية وقبائل قلعية إثر محاولة الإسبان بناء برج قرب ضريح سيدي ورياش، فهبت قبائل قلعية لمنعهم من ذلك، ولما أنزلت الجيوش حدثت مواجهات خلفت قتلى وجرحى من الجانبين، المصدر أرشيف تطوان التاريخي، المكتبة العامة والمحفوظات، مح 21/38.
الحمد لله القائد أحمد بوشنافة الجامعي
وبعد وصل كتابك بأن الصبنيول أراد بناء برج قرب ضريح سيدي ورياش فأنف المسلمون المجاورون لذلك المحل من بنائه وقاموا وقعدوا لما عندهم هناك من المقابر والسوق وكون ذلك البرج إن يبنى يشرفون منه الأجانب على حريمهم وشيعوا أنهم لا يتركونه يبنيه وكبراؤهم لا يستطيعون ردهم عن ذلك بعد اعترافهم بأن الموضع المذكور أرضه وحاولت كفهم فلم ينكفوا فجمعت الأشياخ وبعض عمال الجوار وطلبت من حاكم مليلية أن لا يبنيه بذلك المحل لما ينشأ عنه من الفتنة بينهم وبين جواره وينقله لمحل آخر فأجاب بأنه لا قدرة له على ذلك إلا بإذن دولته وطلبت شد العضد على من أراد الفتنة لأن كان لابد من البناء بالمحل المذكور وصار بالبال فقد رفعت الشكاية لشريف حضرتنا دولة الصبنيول أن أهل الريف جوار مليلية منعوا أهلها من البناء بحدادتهم وهدموا لهم ما بنوه أولا وثانيا فأنزلوا العسكر لحراسته فجمعوا اللفوف وزحفوا له بألوف وتضاربوا معه بالبارود وانفصلت مضاربتهم عن قتلى وجرحى من الفريقين مع أن المخزن كان اشترى منهم أرض تلك الحدادة وأدى لهم ثمنها وأنعم بها على الدولة لمصلحة رآها في ذلك فأي وجه لمنعهم إياهم من البناء فيها إن كان بداخلها ولم تكن عندهم شروط مقررة بينهم وبينهم تمنع منه سوى الظلم والعدوان والزيغ والطغيان وحتى إن كانت عندهم فكان من حقهم أن يطالعوا شريف علمنا بها وأن لا يمنعوهم من البناء بها افتياتا بغير إذن المخزن ويسعوا بما قابلوهم به من ذلك في تكدير الخواطر والفتنة وجلب الضرر لأنفسهم وأولادهم والجلاء والخلاء لبلادهم وعليه فها نحن وجهنا أخانا مولاي عرفة أصلحه الله في عدد من الخيل وأصحبناه بكتابنا الشريف لهم بأن يكفوا عن التعرض لأهل مليلية على البناء بداخل حدادتهم وإن كانت عندهم شروط تمنع منه يطالعون بها علمنا الشريف ويبقوا عند حدهم ويتداركوا هذا الخرق الصادر منهم بفصال ما وقع بينهم وبينهم من القتل والجرح وغيرهما بما يقتضيه الحق وعرف البلد على يد الموجه المذكور فقد أمرناه بمباشرته فنأمرك أن تقف معه فيه والسلام في 12 من ربيع الثاني عام 1311 هـ (22 أكتوبر 1893).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق