وثائق حدود مليلية (3): جواب للقائد حمو المزوجي على رسالته المخبرة بمواجهة قلعية للإسبان ومنعهم من بناء البرج.

رسالة جوابية من المخزن المركزي إلى القائد حمو المزوجي بتاريخ 22 أكتوبر 1893 حول المواجهة التي حدثت بين قلعية والإسبان بسبب محاولة الإسبان بناء البرح على الحدود. وثائق المكتبة العامة بتطوان، مح 21/39.
الحمد لله وحده    القائد حمو المزوجي    
وبعد وصل كتابك بأن حاكم مليلية شرع في تقويم الطريق التي بقرب ضريح سيدي ورياش بقصد بناء برج هناك فأنف المسلمون المجاورون لذلك المحل من بنائه لما فيه من إشرافهم منه على حريمهم ومحاولتهم إنشاء الفتنة ولما رأيت ذلك تلاقيت بحاكم مليلية وطلبت منه التأني عن البناء وإيقافه لما ينشأ عنه من الفتنة فأجابك بأن لا بد من (....) له في ذلك وصار بالبال فقد رفعت الشكاية لشريف حضرتنا دولة الصبنيول أن أهل الريف جوار مليلية منعوا أهلها من البناء بحدادتهم وهدموا لهم ما بنوه أولا وثانيا فأنزلوا العسكر لحراسته فجمعوا اللفوف وزحفوا له بألوف وتضاربوا معه بالبارود وانفصلت مضاربتهم عن قتلى وجرحى من الفريقين مع أن المخزن كان اشترى منهم أرضتلك الحدادة وأدى لهم ثمنها وأنعم بها على الدولة المذكورة لمصلحة رآها في ذلك فأي وجه لمنعهم إياهم من البناء فيها إن كان بداخلها ولم تكن عندهم شروط مقررة بينهم وبينهم تمنع منه سوى الظلم والعداوة والزيغ والطغيان وحتى إن كانت عندهم فكان من حقهم أن يطالعوا شريف علمنا به وينتظر جوابنا لهم عنها وأن لا يمنعوهم من البناء بها افتياتا بغير إذن المخزن ويسعوا لما قابلوهم به من ذلك في تكدير الخواطر والفتنة وجلب الضرر لأنفسهم ولأولادهم والجلاء والخلاء لبلادهم وما كان ينبغي لك أن تترك إخوانك يلتفون معهم على ذلك وكان من حقك أن تحذرهم من سوء عاقبته وتستعمل كل ما أمكنك في كفهم عنه وعليه فها نحن وجهنا أخانا مولاي عرفة أصلحه الله في عدد من الخيل وأصحبناه بكتابنا الشريف لهم بأن يكفوا عن التعرض لأهل مليلية على البناء بداخل حدادتهم وإن كانت عندهم شروط تمنع منه يطالعوا بها علمنا الشريف ويقفوا عند حدهم ويتداركوا هذا الخرق الصادر منهم بفصال ما وقع بينهم وبينهم من القتل والجرح وغيرهما بما يقتضيه الحق وعرف البلد على يد الموجه المذكور فقد أمرناه بمباشرته فنأمرك أن تقف معه فيه وترشد إخوانك لتنفيذه عاجلا والوقوف عند حدهم إن أرادوا الخير لأنفسهم وإلا فسيرون بحول الله ما لا يسمعونه إن تمادوا على ذلك ولم ينفذوا ما ذكر عاجلا وكذلك الحضر لهم عليه والسلام في 12 ربيع الثاني عام 1311 هـ.   

ليست هناك تعليقات: