رسالة من السلطان الحسن الأول إلى القائد ميمون الفرخاني بتاريخ 22 أكتوبر 1893 حول النزاع الذي حدث بين قبائل قلعية والإسبان إثر منعهم من بناء البرج على حدود سيدي ورياش. وثائق تطوان، مح 21/37.
الحمد لله
خديمنا الأرضى الأمين الفقير ميمون
الفرخاني وفقك الله وسلام عليك ورحمة الله وبعد فقد رفعت الشكاية لشريف حضرتنا
دولة الصبنيول أن أهل الريف جوار مليلية منعوا أهلها من البناء بحدادتهم وهدموا
لهم ما بنوه أولا وثانيا فأنزلوا العسكر لحراسته فجمعوا اللفوف وزحفوا له بألوف
وتضاربوا معهم بالبارود وانفصلت مضاربتهم عن قتلى وجرحى من الفريقين مع أن المخزن
كان اشترى منهم أرض تلك الحدادة وأدى لهم ثمنها وأنعم بها على الدولة المذكورة
لمصلحة رآها في ذلك فأي وجه لمنعهم إياهم من البناء فيها إن كان بداخلها ولم تكن
عندهم شروط مقررة بينهم وبينهم تمنع منه سوى الظلم والعدوان والزيغ والطغيان وحتى
إن كانت عندهم فكان من حقهم أن يطالعوا شريف علمنا بها وينتظروا جوابنا لهم عنها
وأن لا يمنعوهم من البناء بها افتياتا بغير إذن المخزن ويسعوا بما قابلوهم به من
ذلك في تكدير الخواطر والفتنة وجلب الضرر لأنفسهم وأولادهم والجلاء والخلاء
لبلادهم وما كان ينبغي لك أن تتركهم يقابلونهم بذلك وكان من حقك أن تحذرهم من شؤم
عاقبته وتستعمل كل ما أمكنك في كفهم عنه حيث أنت بصيرة عند المخزن هناك وعليه فها
نحن وجهنا أخانا مولاي عرفة أصلحه الله في عدد من الخيل وأصحبناه كتابنا الشريف
لهم بأن يكفوا عن التعرض لأهل مليلية على البناء بداخل حدادتهم وإن كانت عندهم
شروط تمنع منه يطالعوا بها علمنا الشريف ويقفوا عند حدهم ويتداركوا هذا الخرق
الصادر منهم بفصال ما وقع بينهم وبينهم من القتل والجرح وغيرهما بما يقتضيه الحق
وعرف البلد على يد الموجه المذكورفقد أمرناه بمباشرته وبمساعدتك على ما تشير به
عليه في ذلك فما تقتضيه المصلحة ولا ضرر فيه ولا خرقفنأمرك أن تقف معه في ذلك
وتبين له ما يأتي وما يذر فيه وترشد المذكورين لتنفيذه عاجلا والوقوف عند حدهم إن
أرادوا الخير لأنفسهم وإلا فسيرون بحول الله ما لا يسمعونه إن تمادوا على ذلك ولم
ينفذوا ما ذكر عاجلا وكذلك المغري لهم عليه والسلام في 12 من ربيع الثاني عام 1311
هـ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق